Sunday 29 December 2019

الوصفة السحرية لنهضة الامم


مقال مميز كتبه الزميل الدكتور محمد احمد حامد الدى رافقنى فى رحلة تيلاند التدريبية برنامج تدريب مدربين فى "الادارة المبنية على النتائج" يقول:


 ان الأمم لا تنهض باجترار التاريخ او التباهي بما تملك من موارد وإنما ببناء الإنسان الذي يحدث النهضة في تنامي مستمر وهذا البناء أدركت اليوم وسيلته ووصفته السحرية من خلال زيارة مجمع في قرية صغيرة بتايلاند كل عدد سكانها ١٥٠٠ نسمة مقسمة على ٤٠٠ أسرة ولكنها تملك كل شيئ ويتوفر فيها كل وسائل البناء الإنساني هل تم ذلك في معسكرات للجيش ليتعلم الطفل كيف يستخدم السلاح لقتال عدو وهمي او حقيقي مصنوع ؟ الإجابة قطعا لا، ولكن في بيئة تعليمية مدهشة بكل ما تحمل كلمة ادهاش من تفاصيل كالاتي:






اولا:
مديرة المجمع شابة صغيرة مسلمة استقبلتنا بحفاوة شديدة وقدمت لنا فقط كوب ماء لاغير وسألتها تحديدا عن التعليم فأجابة بأن القرية بها مؤسسات تعليمية تبدأ من الروضة وحتى الجامعة والله الكلام دا في القرية المذكورة أعلاه وان الدولة تتكفل به بالكامل حتى وجبتي الإفطار والغداء واستسمحتها في التجوال داخل المدرسة و رافقتنا بكل أريحية و بشر، و لنبدأ بالروضة والصور المرفقة تحتوي مجموعة من التفاصيل اختصرها في الاتي:






دخلنا على أطفال الروضة ووجدناهم في الراحة الكاملة وكلهم نيام الملفت للنظر حقا انهم كانوا في نوم عميق يدل على تعودهم على البرنامج إضافة إلى الأدوات التعليمية التي تتيح لهم التعرف على كل الأشياء من حولهم حتى الأدوات الموسيقية متوفرة ومجسمات الحيوانات بالإضافة إلى فرش الأسنان المعلقة على جراب حائطي بطريقة غاية في الدقة.



اما مدرسة الاساس فملحق بها مطعم على أرقي مستوى لتقديم وجبتي الافطار والغداء التلاميذ ، الفصل به ١٦ طالب فقط ومكتب المعلم داخل الفصل وشاشة بعرض ٥٠ بوصة وبروجكتر وسبورة، الملاحظة الاهم ان التلاميذ لايصعدون الدرج الخشبي بجزمهم وانما يتركونها في مكان مخصص لذلك وحتى السلم عليه أسهم لاتجاه الصاعدين والنازلين حتى لايحدث صدام مطلي باللون البني الغامض ولا يظهر عليه اي أثر للاوساخ.




توجد شرطية أمام البوابة لحماية الأطفال عند خروجهم فتقوم بإيقاف سيارات المارة حتى يعبر الأطفال. وبالمناسبة دا المظهر العسكري الوحيد الشاهدته حتى الآن والله لادوشكا ولا عسكري جيش ولا شرطي مرور حتى.

الأهم من هذا كله ان هؤلاء التلاميذ فيهم المسلم والبوذي واللاديني واشارت المديرة انهم يقومون فقط بفصل التلاميذ لدراسة اديانهم في حرية كاملة.



المحزن انني لا أتحدث عن أمريكا او كندا او اي من دول أوروبا انا اتحدث عن تايلاند هذه الدولة التي لاتملك ربع ما يملكه السودان من الموارد هذا ما جعلني اندهش حقا واكتب لماذا نحن هكذا؟

Friday 20 December 2019

الزيارات الميدانية كاداة تدريبية


زيارة الى المدرسة الاسلامية 

تعتبر الزيارات التدريبية الميدانية من اهم أدوات التدريب العملي، حيث تربط التدريب بالواقع وتكون هنالك فرصة لمشاهدة المجتمع و التفاعل معه و الخروج بتقييم و تحليل اكثر واقعية مما يساعد كثيرا على تطبيق مهارات التدريب على الواقع المعاش.




فى برنامج "الادارة المبنية على النتائج" فى تايلاند تم عمل ثلاثة زيارات ميدانية واحدة للسوق الليلي كنمودج لتطبيق المفاهيم ساتحدث عنها فى مقال منفصل و الثانية للمجتمع المحيط لدراسة احتياجاته و التعرف على السكان و طريقة تفكيرهم و ماهى حدود توقعاتهم و امكانياتهم للمساهمة الايجابية فى المشاريع التى ستقام لخدمة المجتمع وكانت الزيارة للمجتمع المسلم حيث تعرفنا على طريقة حياتهم و المشاريع التى يعملونها زراعية وخدمات تعليمية من الروضة و حتي الجامعة حيث تدعم الحكومة الوجبات المدرسية و التعليم مجانى بالكامل بدون اى رسوم.




مديرة المجتمع اكدت على التعاون و التسامح الدينى فى القرية حيث يضم المجلس مسلمين و بوديين و مسيحيين يعملون بانسجام وحت المدرسة الاسلامية تضم طلاب بوديين ويساعد البوديين المسلمين فى المناسباتهم الدينية مثل الاعياد او رمضان.






زيارة ثالثة  لا تقل اهمية و هى للمعبد البودى حيث البودية هى دين الغالبية من الشعب التايلاندى وهى فرصة للتعرف على معتقدات و ثقافة الاخر ومعرفة ماهى السلوكيات المسموح بها و كناشطين فى العمل الانسانى مبدأ احترام ثقافة الاخر و معتقده مهم جدا.



Thursday 19 December 2019

Culture Night



بالامس وبعد انتهاء اليوم التدريبي تم تنظيم ليلة ثقافة الشعوب، حيث ارتدى كل المتدربين الزى القومي لبلادهم وقدموا بعض الاكلات الشعبية، كل دولة قدمت فقرات من الموسيقي و الرقص و عرض جزء من ثقافتهم مع معلومات عن البلد.





قدمت مع الاخ محمد احمد قدمنا العديد من منتجاتنا مثل الفول المدمس، التمر، الصمغالعربي، التبش، الدوم، الدوم، التسالي، التبلدى، كانت ليلة جميلة مزيج من ثقافات 17 دولة ، مثل هده الفعاليات مهمة جدا فى العملية التعليمية و تزيد الروابط بين الشعوب و تجعلنا نتقبل ثقافة الاخر.





جانب من أدوات التعلم في برنامج "الإدارة المبنية على النتائج" تايلاند بانكوك ديسمبر 2019 ب "المعهد الدولى لابحاث السلام و التنمية" حيث شاركت متدرباً فى هدا البرنامج 

الوصفة السحرية لنهضة الامم


مقال مميز كتبه الزميل الدكتور محمد احمد حامد الدى رافقنى فى رحلة تيلاند التدريبية برنامج تدريب مدربين فى "الادارة المبنية على النتائج" يقول:


ان الامم لا تنهض باجترار التاريخ او التباهي بما تملك من موارد وإنما ببناء الإنسان الذي يحدث النهضة في تنامي مستمر وهذا البناء أدركت اليوم وسيلته ووصفته السحرية من خلال زيارة مجمع في قرية صغيرة بتايلاند كل عدد سكانها ١٥٠٠ نسمة مقسمة على ٤٠٠ أسرة ولكنها تملك كل شيئ ويتوفر فيها كل وسائل البناء الإنساني هل تم ذلك في معسكرات للجيش ليتعلم الطفل كيف يستخدم السلاح لقتال عدو وهمي او حقيقي مصنوع ؟ الإجابة قطعا لا، ولكن في بيئة تعليمية مدهشة بكل ما تحمل كلمة ادهاش من تفاصيل كالاتي:



اولا:
مديرة المجمع شابة صغيرة مسلمة استقبلتنا بحفاوة شديدة وقدمت لنا فقط كوب ماء لاغير وسألتها تحديدا عن التعليم فأجابة بأن القرية بها مؤسسات تعليمية تبدأ من الروضة وحتى الجامعة والله الكلام دا في القرية المذكورة أعلاه وان الدولة تتكفل به بالكامل حتى وجبتي الإفطار والغداء واستسمحتها في التجوال داخل المدرسة و رافقتنا بكل أريحية و بشر، و لنبدأ بالروضة والصور المرفقة تحتوي مجموعة من التفاصيل اختصرها في الاتي:
 


دخلنا على أطفال الروضة ووجدناهم في الراحة الكاملة وكلهم نيام الملفت للنظر حقا انهم كانوا في نوم عميق يدل على تعودهم على البرنامج إضافة إلى الأدوات التعليمية التي تتيح لهم التعرف على كل الأشياء من حولهم حتى الأدوات الموسيقية متوفرة ومجسمات الحيوانات بالإضافة إلى فرش الأسنان المعلقة على جراب حائطي بطريقة غاية في الدقة.








اما مدرسة الاساس فملحق بها مطعم على أرقي مستوى لتقديم وجبتي الافطار والغداء التلاميذ ، الفصل به ١٦ طالب فقط ومكتب المعلم داخل الفصل وشاشة بعرض ٥٠ بوصة وبروجكتر وسبورة، الملاحظة الاهم ان التلاميذ لايصعدون الدرج الخشبي بجزمهم وانما يتركونها في مكان مخصص لذلك وحتى السلم عليه أسهم لاتجاه الصاعدين والنازلين حتى لايحدث صدام مطلي باللون البني الغامض ولا يظهر عليه اي أثر للاوساخ.





توجد شرطية أمام البوابة لحماية الأطفال عند خروجهم فتقوم بإيقاف سيارات المارة حتى يعبر الأطفال. وبالمناسبة دا المظهر العسكري الوحيد الدى شاهدته حتى الآن والله لا دوشكا ولا عسكري جيش ولا شرطي مرور حتى. 



الأهم من هذا كله ان هؤلاء التلاميذ فيهم المسلم والبوذي واللاديني واشارت المديرة انهم يقومون فقط بفصل التلاميذ لدراسة اديانهم في حرية كاملة.



المحزن انني لا أتحدث عن أمريكا او كندا او اي من دول أوروبا انا اتحدث عن تايلاند هذه الدولة التي لاتملك ربع ما يملكه السودان من الموارد هذا ما جعلني اندهش حقا واكتب لماذا نحن هكذا؟









أدوات التعلم


 Learning Tools




أدوات التعلم كثيرة و متعددة وهو ما يعرف بتقنيات التعلم و من أهمها أدوات التعلم السريع المعتمدة على المشاركة و منها الألعاب التدريبية التي يتم تصميمها خصيصا للغرض و مجموعات النقاش، دراسة الحالات، لعب الأدوار وغيرها


جانب من أدوات التعلم في برنامج "الإدارة المبنية على النتائج" تايلاند بانكوك ديسمبر 2019 ب "المعهد الدولى لابحاث السلام و التنمية" حيث شاركت متدرباً فى هدا البرنامج 







Sunday 15 December 2019

البيئة الداعمة للتدريب


للتدريب الخارجى مميزات عديدة ولكنه ايضاً يتسم بعدد من التحديات التى تواجه المتدرب، فى هدا المقال ساتناول تجربة تدريب مدربين فى الادارة المبنية على النتائج المقامة فى تايلاند فى "المعهد الدولى لابحاث السلام و التنمية" وهى مؤسسة مهتمة بتقديم التدريب للمنظمات الدولية و غيرها.


تتميز المدرسة الآسيوية فى التدريب بالتنظيم الدقيق و الاهتمام بالتفاصيل الخاصة بالبرنامج مع توفير بيئة داعمة للتعلم مثل تجربة التدريب فى المخيمات حيث يقيم المتدربون و طاقم التدريب كلهم فى مبنى واحد و غالباً ما يكون خارج المدينة حيث الهدوء و الخضرة.
  



الاهتمام بحاجات المتدربين مثل هل هنالك شخص يحتاج لعناية خاصة أو ادوية معينة مع الاهتمام الشديد بجدول تنفيد البرنامج وحتى المتدربين يمكنهم الدخول للمطبخ و عمل وجباتهم المفضلة و غسل صحونهم بانفسهم، كدلك تنظيم المكان بوجود مكتبة ورقية و الكترونية تساعد المتدربين على اكمال واجباتهم التى ترسل اليهم عبر الايميل.


معقولية تكلفة التدريب تشجع المتدربين من مختلف الدول بالمشاركة مما يزيد فرص التعلم من بعض نسبة لاختلاف خلفياتهم العلمية و العملية و تجاربهم الحياتية، ففى هدا الكورس 34  متدرب من  17دولة مختلغة والعديد من اللغات و اللهجات مع ملاحظة مشاركة النساء اكبر من الرجال.


الزيارات الميدانية سيكون لها اثر كبير على المتدربين وربطها باهداف التدريب مما يعمق التعرف على ثقافة و حضارة الدولة  بجانب و نقل الجيد من السلوكيات مثل الالتزام بالزمن، احترام الاخر، الاعتماد على النفس و مساعدة الاخرين.


وجود عدد كبير من ممثلى المنظمات الدولية مثل Save the Children, ICRC,USAID,  Handicap Int.,Qatar Cherty, NCA, UNDP,wfpاضاف للنقاش زخم كبير و معرفة كيف يطبقون المهارات فى منظماتهم و ما هى التحديات التى يواجهونها و كيفية التغلب عليها، اما بالنسبة للمشاركين فهى فرصة مميزة لمعرفة مستوى مهاراتهم مقارنة مع الاخرين و الاستفادة منهم و التعرف على ادوات و طرق تدريب مختلفة تساعدهم فى تطوير مهاراتهم.

 


هنالك العديد من التحديات التى ربما تواجه المتدربين مثل طريقة نطق اللغة الانجليزية وخلطها باللهجات المحلية قد تشكل عائقاً فى عملية التواصل، ايضاً التجوال داخل مبانى وصالة التدريب بدون احدية حفاظا على النظافة قد يكون الامر غريبا على البعض.

ساعات السفر الطويلة مرهقة جدا قد تمتد الى 15  ساعة مع الانتظار فى المطار للرحلة التالية اضافة الى ساعات التدريب الطويلة الممتدة الى 8  ساعات فى اليوم متعبة ايضاً للبعض مما يحتم عليهم التكيف مع الظروف المختلفة اضافة الى فرق الزمن مع بلدانهم مما يجعل عملية التواصل مع الاهل صعبة جدا فقط الاعتماد على الرسائل المكتوبة او الصوتية.

ايضا الطعام المختلف عما تعود عليه المتدرب قد يكون غير مستساغا للبعض ولكن البعض يجدها فرصة لتجربة اكلات مختلفة، ايضا كيفية التعامل باحترام مع معتقدات الاخر بمختلف اديانهم و معتقداتهم فقد يشاركونك الغرفة نفسها فهنالك مسلمون، مسيحيون، بوديون، هندوس، وثنيين، غير مومنين ....





عموماً لا توجد هنالك تجربة بدون تحديات و مشاكل ولكن يكمن جمال الرحلة فى كيفية التغلب عليها مما يجعلها مميزة تضيف الكثير من الفائدة  للفرد وتصقل مهاراته الحياتية وتجعله اكثر انفتاحا على الاخر.